أتوه من نفسي .. أشعر كما لو كنت أذوب في الأيام .. كما لو كنت ضعت في الزمن .. أم أن الزمان هو الذي ضاع مني .. و كأني في فراغ .. فراغ لحظة انسلت قنديل صياد وحيد .. في عتمة موحشة مسكونة بالصمت .. لحظة هربت لشاطئ قديم قدم الأزل .. خاوي .. مقفر .. خالي إلا من الأمواج المتــكسرة على الرمال .. و الشمس تغرب مرة أخرى .. تشيح بوجهها هاربة من ذلك الصمت .. تاركة ظلام .. ليل حل مصطحبا معه نجوم قلائل .. عسى تؤنسه من تلك الرهبة الدفينة لذلك الظلام المطبق.. و الحزن المختبئ في وجه القمر الذي طل على الشاطئ .. ملقيا بنوره محملا بشجونه على ذلك الشاطئ الحزين .. تقدمت لأنقي روحي باللآلئ المتجمعة من انعـكاس ضوء القمر فوق صفحة المياه .. فما خطوت خطوة .. إلا وتلاشت اللآلئ .. ضياع .. تتـقاذفـني الأمواج .. فأسقط .. محدثة اضطراب .. تـختـفي اللآلئ .. و ما أن أبتعد حتى تعود للظهور .. كما لو كانت لعنة قد حلت علي .. أعذب ببط ء .. كأن انحداري من أمواج الليل قد صب بداخلي كل لعناته .. حتى صرت مسجونة في ذلك السرداب المظلم أبدا .. كلما بنيت جسرا للهروب منه .. تمتد يد القدر لتـخنقني .. فما أن يكتمل حتى يفر هاربا من ذلك المكان .. تاركــني أصغي إلى وقع صدى الأنات .. يقهرني .. فأبكي .. حتى تحولت دموعي إلى أحجار .. جثم الحزن في عيناي .. واتشح القلب بالسواد .. بعد أن وضع القدر سيفا بين شفتان تدنو من عنقود القبلات .. فتوقفت عن الارتعاش .. وعن الابتسام .. ولكن ما أن يكتمل القمر ويصير بدرا.. حتى أرى المياه تتــفجر من الأحجار .. و يرتـجف السواد مفسحا لنبض ضعيف مكانا .. حتى تسمع أذناي قسوة الأنات تتـلاشى .. لتصير همهمة ضعيفة حنونة .. فأنهض متجهة للبحر .. أشعر في تلك الليلة كما لو كان البحر هو الذي يراني بعينيه .. و لست أنا التي أراه عيناي .. اقتربت بحذر من اللآلئ المتناثرة .. اضطربت ولكن لم تختـــفي .. وضعت أول حجر في الجسر و بدأت .. ظللت أبني .. و أنا أراقب النور .. لم يتـلاشى .. بل هو هناك .. موجود .. يراني و أراه .. أوَ أرى هذه المرة الضوء في نهاية السرداب .. أم يهرب الجسر مرة أخرى .. أو يتهاوى .. واكتمل الجسر .. خطوت فوقه بحذر .. ثم مشيت .. أسرعت خطاي ثم ركضت .. كاد نفسي أن ينقطع .. ولكني أستمريت في الركض .. لم يسقط الجسر .. لم يهرب .. لم يتلاشى .. بل هو سيحملني .. سينقلني .. سيغير ذلك المصير المعتم للشاطئ الملعون .. سيأخذني إلى النور .. ظللت أعدو .. و أعدو .. دون أن أصل إلى النور .. أو إلى نهاية ذلك الجسر .. إلى أن سقطت .. و ذهبت في سبات عميق .. كما لو كان خروج الروح من جسدي .. واستيقظت .. لم أجد نـفسي فوق ذلك الجسر .. بل وجدت نفسي فوق شاطئ خاوي مقفر .. خالي إلا من الأمواج المتـكسرة على الصخور .. و لم أجد شمس تغرب .. لقد انطفأت شمسه إلى الأبد .. تاركة ظلام .. ليل وحيد لم يـجد ما يؤنس وحدته .. و فر القمر من ذلك الشاطئ اللعين .. من ظلمة هذا البحر الحزين .. تهت من نفسي .. ذبت في الأيام .. ضعت في الزمن ظنا أن الزمان قد ضاع مني .. ضعت في فراغ لحظة انسلت من سرداب مظلم عميق في عتمة موحشة مسكونة بالصمت .. لحظة أخذتني لذلك الشاطئ السحيق .. و صار الأنين نشيجا في أذناي .. جفت الأحجار و تفتتت حتى صارت ترابا .. سكنت العتمة عيناي .. أسود القلب حتى صار الألم نفسه يستمد السواد منه .. تحجرت الشفتان .. و عرفت ما حدث .. ان ذلك الجسر الذي ظننت أنه سيأخذني إلى الخلود .. لم يكن سوى امتـداد للسرداب المظلم .. أخذني إلى أعمق أعماق الظلام .. فما عدت أرى قمرا أو نجوم أو لآلئ .. لقد عبرت جسرا إلى … سراب
_________________
_________________
الخميس يوليو 23, 2015 7:17 am من طرف احمد اسماعيل
» دردشة موالي تيم ((الشات بتاعنا يعني))
الثلاثاء ديسمبر 25, 2012 6:43 pm من طرف دكتور
» مشترك جديد
الثلاثاء أبريل 17, 2012 5:20 pm من طرف aligamal
» جديد وحصريااااااا العملاق IDM 5.15 build 6 نسخة محمولة لا يتطلب كراك ولا سيريال.......العدد 2
الجمعة فبراير 17, 2012 1:09 am من طرف hadermoh1
» ياريت تشركونى
الإثنين ديسمبر 12, 2011 1:52 am من طرف ميدو المشاكس
» رخامه بقى والله مفيش بعد كده
الإثنين يوليو 18, 2011 2:49 pm من طرف abo eiad
» لو عرفت انك ..... بعد يومين؟
الإثنين يوليو 18, 2011 2:39 pm من طرف abo eiad
» الجزء الرابع والاخير من برامج الجيل الثالث 4
الخميس أبريل 14, 2011 8:12 am من طرف alammar2010
» الان اول fileman.jar وصل لاجهزه نوكيا الجيل الجديد حصرررررررري
الخميس أبريل 14, 2011 7:59 am من طرف alammar2010